مبادئ علم السياسة - مسلم سليمان
أولاً: المعرفة السياسية.
تنقسم العلوم إلى ثلاثة أنواع من العلوم وهي:-
النوع الأول: العلوم التجريبية.
النوع الثاني: العلوم الإنسانية.
النوع الثالث: العلوم الدينية.
فأما العلوم التجريبية فهي العلوم القائمة على التجربة والمشاهدة والحس، وأما العلوم الإنسانية فهي العلوم المهتمة بالإنسان على المستوى الفردي والمستوى الجماعي، وأما العلوم الدينية فهي العلوم المهتم بالعقائد المقدسة والعبادات بين الناس.
وعلم السياسة بصفته يتناول حياة الإنسان على المستوى الجماعي الدولي والفردي فهو يقع في خانة العلوم الإنسانية.
وعلم السياسة في بادئ الأمر كان يطلق عليه مصطلح "العلوم السياسية" وكان هذا المجال يتناول مجموعة من العلوم المرتبطة بالسياسة لا السياسة نفسها كعلم النفس السياسي وعلم الاجتماع السياسي وعلم الاقتصاد السياسي وغيرها من العلوم.
ولكن بعد هذا ونتيجة لتعقيد العلاقات السياسية الدولية صار هناك فرق بين مصطلحي "علم السياسية" و "العلوم السياسية" فالعلوم السياسية هي ما ذكرناه منذ قليل، أما علم السياسة فهو علم مستقل عن باقي العلوم الأخرى يتناول في طياته أربع مواضيع وهي:-
الموضوع الأول: النظرية السياسية.
الموضوع الثاني: المؤسسات السياسية.
الموضوع الثالث: الأحزاب والفئات والرأي العام.
الموضوع الرابع: العلاقات الدولية.
فأما موضوع النظرية السياسية فيتناول تاريخ الأفكار السياسية والنظريات السياسية كنظرية العقد الاجتماعي والديمقراطية والاشتراكية والليبرالية وغيرها من النظريات السياسية.
وأما موضوع المؤسسات السياسية فيتناول الدستور والحكومة المركزية والحكومة الإقليمية والمحلية والإدارة العامة ووظائف الحكومة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المؤسسات السياسية.
وأما موضوع الأحزاب والفئات والرأي العام فيتناول الأحزاب السياسية والفئات والجمعيات، ومشاركة المواطن في الحكومة، والرأي العام.
وأما موضوع العلاقات الدولية فيتناول السياسة الدولية والتنظيمات الدولية والقانون الدولي وغيرها من المواضيع الدولية.
ثانياً: تعريف علم السياسة.
كعادة كل العلوم الإنسانية بل والتجريبية أصلاً يصعب وضع تعريف لها، لذلك إن بحثت عن تعريف السياسة ستجد عشرات التعريفات من الأفراد والمؤسسات والسياسيين والفلاسفة ولا يوجد تعريف واحد معتمد أو صحيح بنسبة 100%.
وعلمياً من المفترض هنا أن أذكر لك هذه التعريفات والاختلافات بينها، ولكن صدقاً هذا مضيعة للوقت، فلماذا أذكر لك تعريفات لا قيمة لها في المجتمع العلمي؟ ثم أذكر لك الاختلافات بينها، ثم أقول لك أن كل هذه التعريفات ليست دقيقة.
طيب طالما أنها ليست دقيقة فلماذا أضيع وقتك في قراءتها؟ لذلك دعك من كل هذه التعريفات التي لا وزن لها ولنأخذ فقط بالمفهوم اللغوي لكلمة سياسة والذي يأتي من الشخص الذي يسوس القوم أي يرأسهم ويكون حاضراً بفكره في صدورهم وقلوبهم واجتماعاتهم وان لم يكن حاضراً بجسده.
وقس هذا على جميع مناحي الحياة، فكل منحى تحتاج فيه لمسايسة الآخر فهو سياسة، ولا تشغل بالك بباقي التعريفات فهي وجع رأس وتضييع وقت.
ثالثاً: خاتمة.
هذا المقال هو مجرد تمهيد سريع للفكر السياسي وتكوين العقلية السياسية، بدءاً من المقالات القادمة سنتعمق أكثر في فن السياسة.
تعليقات
إرسال تعليق