من هم أهل السنة والجماعة؟
مقدمة.
لنستمتع يا أهل السنة والجماعة باستعراض من نحن أمام أهل البدع من الأشاعرة الجهمية، والمتصوفة المشركين، والشيعة الكفار، ومحبي فصل الصيف. (صدقاً لا أحبهم).
أولاً: التعريف بمصطلح أهل السنة والجماعة.
قبل أن نعرف من هم أهل السنة والجماعة يجب أولاً أن نفهم مصطلح أهل السنة والجماعة، وقد أبدو مملاً حينما أقول لك أنني سوف أعرفك على تعريف مصطلح السنة أولاً ثم مصطلح الجماعة ثانياً، ثم تعريفهما معاً عند اجتماعهما، حسناً أعلم أنني بهذا الشكل سأكون مملاً ولكن هذا ما يقتضيه البحث العلمي فاقرأ كفاك تكاسلاً عن القراءة، حضر كوباً من الشاي أو القهوة وتعالى لنستمتع معاً بعلم العقيدة، وحضر لي كوباً معك.
1- تعريف مصطلح السنة.
أ- تعريف السنة لغةً.
السنة لغة: السيرة والطريقة، حسنةً كانت أو قبيحة، لا يهم نوعها، المهم أنها طريق ومنهاج بغض النظر عن مدى سوئه من حسنه، وهي مأخوذة من السَنَن أي الطريق، يقول الله سبحانه:-
{ يريد الله ليهديكم ويبين لكم سنن الذين من قبلكم } النساء:26
فإذا تتبعنا اللغة العربية أو بالأحرى القرآن، لأنني لن أتتبع كل ما تمت كتابته بالعربية لأجل مجرد مقال، فاكتفيت بالقرآن، ولكن اعتبرني تتبعت اللغة كاملةً ولا تقتل المتعة يا مسلم، المهم أننا وجدنا كلمة السنة يراد بها معانٍ أخرى تشترك كلها في جوهر واحد وهذه المعاني هي:-
- البيان.
يقول الله سبحانه وتعالى:-
{ سنة الله في الذين خلوا من قبل } الأحزاب:38
أي أن الله سن هذا الأمر في الذين خلوا من قبل أي بينه.
- العادة الثابتة المستقرة.
يقول الله سبحانه:-
{ سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا}.
أي هذه هي العادة الثابتة المستقرة في الرسل من قبلك.
هذين معنيين من معاني السنة، وكما ترى فالعادة الثابتة المستقرة تشترك مع معنى الطريق والمنهاج وتشترك مع معنى التبيين والبيان في جوهر واحد.
هل نستطيع أن نستبدل الآب والابن والروح القدس عند النصارى بالمنهاج والبيان والعادة الثابتة؟ أليسوا كلهم ثلاثة في جوهر واحد؟ طيب خلاص كان مجرد اقتراح لنرجع لموضوعنا.
ب - تعريف السنة اصطلاحاً.
بعد أن عرفنا معنى السنة في اللغة، جاء الوقت لنعرف معنى السنة في اصطلاح علماء العقيدة وهو:-
( ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والعمل والهدى وكل ما جاء به مطلقاً).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:-
( السنة هي الشريعة، وهي ما شرعه الله ورسوله) مجموع الفتاوى.
ويشهد لهذا المعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
( من رغب عن سنتي فليس مني).
لعلمك مازلت أفكر في موضوع استبدال ثالوث النصارى بالتعريفات الثلاثة للسنة، لا أعرف لماذا لم تتحمس للفكرة مثلي، طيب خلاص لا تتذمر لنرجع لموضوعنا.
2- تعريف مصطلح الجماعة.
أ- تعريف الجماعة لغةً.
الجماعة: من اجتمع يجتمع اجتماعا وجماعة، وصارت لفظة الجماعة تطلق على القوم المجتمعين، حتى صارت حقيقة عرفية في القوم المجتمعين.
وقال ابن تيمية:-
" الجماعة هي الاجتماع، وضدها الفرقة، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين"
لا أعرف حقاً لماذا ابن تيمية دائماً موجود هكذا في كل مباحث الدين، ولكن الرجل عبقري حقاً، أنا أحب ابن تيمية، المهم أن الجمع: اسم لجماعة الناس، والإجماع: الاتفاق والإحكام، يقال: أجمع الأمر أي أحكمه، ومنه إجماع أهل العلم، أي: اتفاقهم على حكم مسألة.
ب- تعريف الجماعة اصطلاحاً.
نقل الإمام ابن حجر في كتاب فتح الباري أقوال علمائنا في مفهوم الجماعة فحصرتهم وخرجت بالمعاني الآتية للفظة الجماعة:-
- السواد الأعظم من أهل الإسلام.
- أئمة العلماء المجتهدين المتبعين لمنهج الفرقة الناجية.
- الصحابة على وجه الخصوص.
- المجتمعون على أمير شرعي.
- جماعة أهل الإسلام.
هذه هي المعاني التي خرجت بها من كلام الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى، فإذا أردنا أن نجمع بين هذه الأقوال ونخرج بمعنى فيه الخلاصة سنخرج بمعنى واحداً لأهل الجماعة وهو:-
"ما عليه أهل الحق من الاتباع وترك الابتداع، وهو المذهب الحق الواجب اتباعه والسير على منهاجه، وهذا معنى تفسير الجماعة بالصحابة، أو أهل العلم والحديث، أو الإجماع، أو السواد الأعظم، فهي كلها ترجع إلى معنى واحد هو: ما كان عليه رسول اللہ ﷺ وأصحابه، فيجب الاجتماع على الاتباع حينئذ، ولو كان المتمسك بهذا قليلاً، ويشهد له قول ابن مسعود "إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك"
3- تعريف مصطلح أهل السنة والجماعة كاملاً.
عرفنا معنى السنة وحدها.
عرفنا معنى الجماعة وحدها.
فماذا إذا أضفناهم إلى بعضهم البعض وقلنا أهل السنة والجماعة، ماذا نقصد بهذا المصطلح؟
بالجمع بين التعريف اللغوي والاصطلاحي لكل من مصطلحي أهل السنة والجماعة سنخرج بأن أهل السنة والجماعة هم:-
المتمسكون بسنة سيدنا رسول الله ﷺ مجتمعين عليها، وهم الصحابة والتابعون وأئمة الهدى المتبعون لهم، ومن سلك سبيلهم في القول والعمل والاعتقاد إلى يوم الدين.
يا ترى ماذا سيحدث لو قال النصراني بسم المنهاج والبيان والعادة المستقرة؟ والله ثلاثة يشتركون في الجوهر، أعتقد أنها أفضل، خلاص لنعد لموضوعنا لا تنظر لي هكذا أمام الشاشة.
ثانياً: مشروعية التسمية بأهل السنة والجماعة.
1- دلالة الكتاب.
دل القرآن الكريم على مشروعية التسمية بأهل السنة والجماعة، فالسنة هي طريق النبي، والجماعة هي جماعة المسلمين، فأما طريق النبي فقد قال الله عز وجل عنه:-
{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.
أنت ترجو الله واليوم الآخر؟ أحسنت، اتخذ رسول الله قدوة واتبعه فهو الطريق لله والفوز في اليوم الآخر.
هذا بالنسبة للسنة، أما بالنسبة لجماعة المسلمين فقد قال الله سبحانه:-
{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسائت مصيرا}.
هل ستتبع غير سبيل المؤمنين وتخرج عن جماعتهم؟ أحسنت ستصلى جهنم، ضيعت نفسك، الله يصبرك يا بني، سمعت أن الجو هناك حار.
طيب هذه هي دلالة القرآن على مشروعية التسمية بل وفرضية التسمية بأهل السنة والجماعة، الآن لنذهب للسنة.
2- دلالة السنة.
قال رسول الله ﷺ :-
( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن تأمّر عليكم عبد ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ).
قال رسول الله ﷺ :-
(وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام قال وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله)
والله أريد أن أعلق على هذه الأحاديث ولكن أصابعي تعبت من الكتابة، اعتبرني كتبت تعليقاً، وانتقل للعنصر التالي وهو آثار السلف الصالح على مشروعية التسمية بأهل السنة والجماعة.
3- آثار الصحابة والسلف.
ابن عباس رضي الله عنه:-
( فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة، وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة).
سعيد بن جبير رضي الله عنه في تفسيره لقوله تعالى: { وعمل صالحاًثم اهتدى} قال:-
( لزم السنة والجماعة).
أيوب السختياني رحمه الله تعالى:-
( إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه).
عمرو بن قيس الملائي رحمه الله تعالى:-
( إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه).
سفيان الثوري رحمه الله تعالى:-
( إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب، فابعث إليهم بالسلام وادع لهما ما أقل أهل السنة والجماعة).
إي والله صدقت يا إمامنا سفيان الثوري، ما أقل أهل السنة والجماعة، رحم الله غربتنا في هذا الزمان.
ثالثاً: متى يكون الإنسان منتسباً إلى أهل السنة والجماعة؟
قال رسول الله ﷺ :-
( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ )
إذاً فعندنا ثلاثة قرون هي خير قرون بنص الوحي، وهي عصر النبي سيدنا رسول الله ﷺ وصحابته الكرام، وعصر التابعين وعصر تابعي التابعين.
والصحابي هو من رأى الرسول ومات على الإيمان.
والتابعي هو من رأى الصحابي ولم يرى الرسول ومات على الإيمان.
وتابعي التابعي هو من رأى التابعي ولم يرى الصحابي ومات على الإيمان.
وعلى هذا فهؤلاء هم سلف الأمة، وكل من مات على فهمهم للقرآن والسنة فقد مات وهو من أهل السنة والجماعة، فكونك سني يتحقق بكونك تتبع فهمهم للقرآن والسنة وأمور الدين كلها.
فإن أردت أن تكون من أهل السنة والجماعة فعليك بفهم سلف الأمة للقرآن والسنة.
فهمت المقال؟
ضع تعليقاً حلواً مثلك 😉 وانتظرني في المقال القادم بعنوان (مبادئ التوحيد).
الآن سأذهب لصديقي النصراني لعله يقتنع بفكرة استبدال ثالوثه بثالوث تعريفات السنة، ولا تنسى قراءة المقال القادم غداً بعنوان الإنسان ما بين الإسلام والإلحاد.
سلام 😉
تحميل المقال PDF للرجوع إليه بدون اتصال من هنا
جزاك الله خيرا مع اني عدت القراءة مرتين حتى فهمت 🤣💔
ردحذف