الثوابت الكونية و وجود الله
مقدمة.
خرج الملحدون علينا ليقولوا لنا أن هذا الكون ليس له إله، وليس له مصمم أو خالق، فصفعتهم الفيزياء الحديثة لتقول لهم أنه الشئ الذي فعلاً غير موجود ليس الله بل عقولهم.
وتمثلت صفعات الكون لهم في الكثير من المحاور نتناولها من وقت لآخر في موقعنا هذا، وكان أحد هذه المحاور هو محور الثوابت الكونية، التي تدل دلالة يقينية قاطعة على وجود الله سبحانه، وأن لهذا الكون خالق.
ماهي الثوابت الكونية؟
تُعرَف الثوابت الكونية بأنها ثوابت فيزيائية لها قيمة مادية ثابتة في الزمن، ومن أمثلتها ثابت سرعة الضوء في الفراغ، وثابت الجاذبية، وثابت شحنة الإلكترون، وغيرها الكثير من الثوابت الكونية، ولنوضح بعض قيم هذه الثوابت بشكل تفصيلي.
وحدة الكتلة الذرية = 1.660538782 × 10^27- kg
عدد أڤوجادور= 6.02214179 × 10^23 particles/mol
نصف قطر بوهر= 5.2918 × 10^11- m
الشحنة الإلكترونية= 1.602176487 × 10^19- C
نسبة الشحنة إلى كتلة الإلكترون= 1.75882 × 10^11 C/kg
ثابت بلانك= 6.62606896 × 10^34- J. s
كتلة الإلكترون عند السكون= 9.10938215 × 10^31- kg
كتلة البروتون= 1.672621637 × 10^27- kg
كتلة النيوترون= 1.674927211 × 10^27- kg
ثابت فاراداي= 96485.3399 -C/mol e
ثابت ريدبيرغ= 1.09737318 × 10^7 m^-1
ثابت الغاز المثالي= 8.314472 kPa . dm3/mol . K
هذه بعض الثوابت، وليست كلها، فالثوابت الكونية كثيرة للغاية، ولكن هذه أشهرها وأهمها، ونظرة واحدة لهذه القيم السابق ذكرها نستطيع أن نلحظ مدى دقتها، ورهافتها، وكيف أنها مضبوطة بشكل دقيق وبأرقام عشريث صغيرة للغاية.
هذه الدقة وهذه الرهافة هي التي جعلت الفيزيائي ستيڤن هوكينغ يقول في كتابه تاريخ موجز للزمان:-
(الحقيقة الملحوظة أن قيم هذه الثوابت قد ضُبِطت بشكل يجعل وجودنا ممكناً).
وقد كان من الضروري التعرف على هذه الثوابت الكونية حتى نستطيع أن نفهم لماذا تدل الثوابت الكونية سواء التي استعرضناها في مقالنا هذا أو التي لم نستعرضها على وجود الله سبحانه؟
أي ما علاقة هذه الثوابت الكونية بوجود الله؟
كيف تثبت الثوابت الكونية وجود الله
أحد أعظم الثوابت الموجودة في الكون بالتوازي بالطبع مع الثوابت الكونية اسابق ذكرها هو الثابت الكوني المعبر عن معدل تمدد الكون والذي تم ضبطه بمقدار 10 أس 122، أي عشرة وأمامها 122 صفراً.
رقمٌ بهذه الدقة دفعت ملحداً كروبن كولنز إلى القول:-
(إن هذا الرقم بهذه الدقة يعادل بصورة واسعة أكبر مشكلة يواجهها الفيزيائيين والكوسمولوجيين).
من المفترض أن الكون نتج عن انفجار غير منظم، غير ثابت، كيف ينتج عنه رقم مضبوط بهذه الدقة؟ مضبوط بالدرجة التي تجعله يحافظ على الكون من البعثرة الأبدية أو الانكماش الساحق.
والأمر لا يتوقف عند الثابت الكوني المعبر عن الكون ككل، بل إننا لو تناولنا أحد أصغر أجزاء الكون كالإلكترونات، شحنة الإلكترونات الكهربية تساوي 1.602176565×10^-19 كما ذكرنا في الأعلى.
رقمٌ بهذه الدقة، كيف تم ضبطه؟ هذا الرقم هو الرقم الأنسب لحصول التجاذب بين الشحنة السالبة للإلكترون والشحنة الموجبة للبروتون مما يؤدي للمحافظة على بنية الذرة، كيف تم ضبط هذا الرقم بهذه الدقة؟
والآن لننظر للجاذبية والتي يقدر ثابتها بمقدار 6.67384×10^-11 والذي هو الرقم الأنسب لترابط الكون ببعضه البعض، ولن أسألك كيف تم ضبط هذا الرقم بهذه الدرجة، ولكن يكفيك أن تعلم أن النسبة بين ثابت الجاذبية وبين القوة الكهرومغناطيسية لو تغيرت بمقدار 1 من 10^36 جزء فالكون سينهار، كيف تم ضبط كل هذه الأرقام؟
مصدر الطاقة في الكون هو المستعرات الفلكية الكبرى، والتي بدونها فالكون سينطفئ ويبرد حد الفناء، ورقم 0.007 هو الرقم الوحيد المتحكم والمناسب لإنتاج الطاقة في المستعرات الفلكية الكبرى، فلو كانت قيمته تساوي 0.006 لبرد الكون حد الفناء، ولو كانت قيمته تساوي 0.008 لاحترق الكون بأكمله، فكيف تم ضبط هذا الرقم بهذا الحد؟
لقد قام علماء الفيزياء بحساب الاحتمالية الرياضية لظهور كل هذه الثوابت الفيزيائية بدون تدخل إلهي، فوجدوا أن احتمالية حدوثها هي فرصة واحدة من (10^10)^123 وهو رقم مهيب مهول.
كيف وجدت هذه الأرقام بهذه الدقة؟ لا يوجد أي تفسير منطقي غير تدخل الإله.
دعوني أشرح نقطة مهمة، الملحدون يقولون أن الكون ليس له إله، جميل إذاً الكون عشوائي تماماً، فلا أحد يضبط تصادماته، ولا تفاعلاته، وبالتالي وجود نظام ولو نظاماً بسيطاً غير دقيق وغير معقد هو أمر أسطوري، ولكن الذي يحدث هو أنه لا يوجد نظام فقط لا، بل النظام يوجد بشكل دقيق للغاية ومعقد للغاية.
الأمر أشبه بأن تعطي خنزيراً مجموعة من الوحل لتعود بعد برهة فتجده استخدم الوحل في بناء قصر من قصور فرنسا، هذا مستحيل بدون تدخل صاحب المزرعة على الأقل، لابد من وجود مهندس لهذا القصر، فالخنزير والذي هو العشوائية لا يستطيع بأي شكل من الأشكال فعلها، إذاً النتيجة الطبيعية هي أنه يوجد إله.
تعليقات
إرسال تعليق