خرافة التطور الدارويني والوجود الإلهي | المقال الثاني

 



المقال الأول: خطة النشر عن خرافة التطور الدارويني 
المقال الثالث: لعنة الحفريات.

أولاً: ما هي خرافة التطور الدارويني؟

بعيداً عن تاريخ نشأة خرافة التطور الدارويني، هدفي هنا أن أظهر المعنى البيولوجي لخرافة التطور الدارويني وليس تأريخ ظهورها وتطورها.


يتم التعامل مع مصطلح التطور الدارويني في الساحة السجالية الفكرية على أنه مصطلح ذو ثلاث معان:-


المعنى الأول لخرافة التطور الدارويني: التغير مع مرور الزمن.


وهذا المعنى يتفق الجميع على صحته، فالأبيض قد يصبح أسمراً نتيجة التعرض للشمس لفترات طويلة، أو أن تلد امرأة قصيرة طفلاً سيكون طويلاً بعد بلوغه، أو أن تفقد بعض الطيور قدرتها على الطيران نتيجة تواجدها في بيئة لا تمكنها من الطيران، ولكن هذا لا يسمى تطور دارويني، وإن اعتبر أحد ما أن هذا تطوراً داروينيا فهذا شخص مضحك، ألحد عن ضحك.


المعنى الثاني لخرافة التطور الدارويني هو: الأصل العالمي المشترك.


فتجد الملاحدة يقولون لك أن أصل جميع مظاهر الحياة على الكوكب بداية من الكائنات وحيدة الخلية حتى الإنسان بدأت في العهد الأول من بكتيريا واحدة فقط فيها خلية واحدة فقط تشكلت عن طريق الصدفة في مستنقع من مستنقعات كوكب الأرض في بداية تشكله.


وجميع الملاحدة مؤمنين بهذا المعنى لخرافة التطور الدارويني، بينما المؤمنين تجد بينهم بعض المؤمنين بهذا المعنى نظراً لكونه لا يتعارض مع وجود الله، وتجد باقي المؤمنين يعلنون حرباً شعواء على هذا المعنى.


والغريب والعجيب في الأمر أننا نحن البشر بقدراتنا العقلية العجيبة، مع أدواتنا التكنولوجية الطبية الفائقة، ومعاملنا المصممة تصميماً مذهلاً لم نستطع حتى الآن أن ننشئ خلية حية واحدة فقط، وأقصى ما فعلناه كان على يد الكافر كريج فينتر فأخذنا خلايا حية أصلاً وبدلنا بروتيناتها، ثم طار الملاحدة بهذا الانجاز ظناً منهم أننا بهذا الشكل خلقنا كائناً حياً، اسمعوا مني حينما أقول لكم ألحدوا عن ضحك.


المعنى الثالث لخرافة التطور الدارويني: التطور العشوائي.

وهذا المعنى فيه شئ من الصياعة كما يسميها المصريين، ركزوا معي في الآتي لتدركوا مع من نتعامل وكيف هي عقلياتهم.


ما حصل كالآتي...


كان التطور الدارويني منذ داروين حتى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين معناه الأصل العالمي المشترك، وتتطور الكائنات تبعاً لآلية الانتخاب الطبيعي فقط.


بعدها ظهرت قوانين مندل للوراثة والتي قررت أنه لا يوجد شئ اسمه ظهور كائنات حية جديدة على مسرح الكوكب نتيجة الانتخاب الطبيعي، فماذا فعل المؤمنين بخرافة التطور الدارويني ليخرجوا من هذا المأزق؟


ملحوظة:-


لتعرفوا كيف أن الملحدين إرهابيين راجعوا فترة سيطرتهم على الاتحاد السوفيتي حيث قام المجرم لينين بإعدام كل من يتعلم أو يعلم قوانين مندل للوراثة لأنها كانت تهز عرش خرافة التطور الدارويني والتي هي عمود الإلحاد كما سنتناولها بعد قليل.


المهم...


قرر المؤمنين بخرافة التطور الدارويني ليخرجوا من مأزق قوانين مندل للوراثة أن يخترعوا مفهوماً جديداً في علم الأحياء، ليفسروا من خلاله خرافة التطور الدارويني وكيف أنه من الممكن أن يخرج نوع جديد من نوع آخر قديم.


وكان هذا المصطلح هو الطفرات العشوائية، وسنتناول موضوع الطفرات العشوائية بتفصيل طويل في المقال الثالث من هذه السلسلة، المهم أنهم قرروا أن الطفرات العشوائية مع تراكمها ومع مرور الزمن تستطيع أن تنتج كائنات جديدة مثل شريف جابر مثلاً.


وهنا أخذ خرافة التطور الدارويني المعنى الثالث لها وهو التطور العشوائي بعدما كان معناه مجرد الأصل العالمي المشترك.


ملحوظة:-


عندما يقوم ملحد بالاستدلال محاولاً اثبات صحة إيمانه بخرافة التطور الدارويني ستجده دائماً يأتي بأدلة تثبت المعنى الأول وهو التغير مع مرور الزمن والذي يتفق عليه المؤمنين والملحدين ولا يتعارض أصلاً مع قصة آدم وحواء، لا المعنى الثالث الذي هو المعتمد في القرن الواحد والعشرين، لذلك يجب عليك أثناء محاورتك للمضحك أن تكون فطناً لمعاني خرافة التطور الدارويني لكي لا يستطيع أن يخدعك الكائن البكتيري كما انخدع هو من صفحات وقنوات الإلحاد المملة.


ثانياً: حاجة الإلحاد لخرافة التطور الدارويني.


لن أنسى أبداً ذلك اللقاء الذي حدث مع دوكينز والذي صرح فيه وقال:-


( لولا داروين لكنت مؤمناً ).

شاهد المقطع من هنا.


أجل يا سادة لولا خرافة التطور الدارويني لكائن كائن البكتيريا المقدسة هذا مؤمناً بالله، وهنا السؤال: لماذا خرافة التطور الدارويني مهمة بهذا الشكل للإلحاد؟


تخيل معي أن قررت أن تلحد، ثم جلست تفكر في قرارك بالإلحاد، إذا قررتَ أن تُلحِد يجب أن تجيب على سؤال مهم للغاية وهو: من أين جائت كل هذه الكائنات الحية؟


ليس أمامك للإجابة سوى خيارين:-


الأول: خلقهم الله ثم توالدوا بعد هذا.
الثاني: تطوروا تطوراً داروينياً من بكتيريا وحيدة الخلية نشأت بالصدفة في المستنقعات.


ستضطر كشخص يريد أن يلحد أن تؤمن بالإجابة الثانية، فلا يوجد تفسير لكل هذا التنوع والتنظيم والدقة في الكائنات الحية سوى الله أو خرافة التطور الدارويني، وأنت شخص ملحد، ولهذا أنت محتاج لخرافة التطور الدارويني احتياج المسيحي لصلب المسيح.


ثالثاً: هل تنفي خرافة التطور الدارويني وجود الله؟


بعد كل هذه الشقلبة من الملحدين في سبيل إثبات صحة خرافة التطور الدارويني، هل تم نفي وجود الله؟


الإجابة هي: لا.


خرافة التطور الدارويني لا تنفي وجود الله عز وجل بأي شكل، فإذا فرضنا أنا خرافة التطور الدارويني صحيحة، فبكل بساطة سنقول أن الله خلق الخلق بآلية التطور الدارويني كما جعلهم يتكاثرون بآلية التكاثر الجنسي.


وهذا ما يفسر لك كيف هناك مسلمين ومسيحيين يؤمنون بخرافة التطور الدارويني ولا يجدون فيها حرجاً مع قصة آدم وحواء، فآدم وحواء عندهم هما أول هوموسابيان نشأ عن طريق مراحل كثيرة من التطور الدارويني.


وهذا ما تفطن له داروين نفسه، أجل داروين نفسه لم يكن ملحدا، وقد كتب في رسالة له لصديقه عالم النبات ( أسا جراي) وهو أحد أهم علماء النبات في القرن التاسع عشر وأول رئيس للأكاديمية الأمريكية للفنون، كتب داروين له رسالة يقول فيها:-


( لا يمكنني بأي حال أن أكون راضياً أن أرى هذا الكون الرائع وخاصة طبيعة الإنسان، ثم أستنتج أن كل شئ نتيجة قوة عمياء، إنني أميل إلى النظر إلى كل شئ على أنه نتيجة قوانين مصممة ).


وأما البيولوجي التطوري توماس هكسلي كتب فقال:-


( إن التطور ليس بأي صورة على تماس بالإيمان بالله).


كما كتب فيلسوف العلوم الملحد مايكل روس كتاباً بعنوان: هل من الممكن الدارويني أن يكون مسيحيا؟


أثبت فيه أن خرافة التطور الدارويني لا تتعارض بأي شك مع الوجود الإلهي أو قصة آدم وحواء، فبكل بساطة نستطيع أن نقول أن الله هو محدث الانفجار العظم وخالق الجاذبية وضابط التكوين الذري للعناصر في الكون بحيث يؤدي تفاعلها مع مرور الزمن إلى نشأة الإنسان.


فبعد كل هذا لا يوجد للملحدين أي حجة أو أرضية ثابتة ينفون من خلالها وجود الله.


رابعاً: خرافة التطور الدارويني حجة لوجود الله.


سأفترض معك أن خرافة التطور الدارويني صحيحة، صدق أو لا تصدق وقتها ستكون هذه الخرافة حجة جديدة يضيفها المؤمنين لرصيد حججهم في إثبات وجود الله، وذلك لسببين وهما:-


السبب الأول: الظروف الأولى لنشأة الحياة.

تفترض خرافة التطور الدارويني أن الكون كان مضبوطاً ضبطاً دقيقاً وحاداً في قوانينه الفيزيائية والكيميائية التي تحكم العالم، وبالطبع تفترض وجود المواد الكيميائية اللازمة لنشأة وتكوين أول وأبسط كائن حي، وكل هذا التعقيد والضبط في القوانين وتنوعها وتكاملها وضبطها ووجودها نفسه لا يمكن تفسيره إلا بوجود الله الذي ضبط كل هذا ليبدأ التطور.


السبب الثاني: عملية التطور نفسها.


عملية التطور نفسها لكي تصل بالكائنات الحية من الخلية الأولى البسيطة حتى عالم الأحياء المعقد اليوم تحتاج إلى قوانين بيولوجية يستحيل بحسب علم الاحتمالات حدوثها، وقد درس الفيزيائيان بارو وتبلر عشر مراحل لتطور الإنسان فكانت النتيجة أن إتمام مرحلة واحدة فقط يحتاج عدد 4 أس 180 الكل مرفوع لأس 110000 من السنين، وهذا رقم عظيم للغاية عدد أصفاره أكبر من عدد حروف كل الكتب في الكوكب.


عدد السنين هذا كله فقط لنشأة جينوم واحد فقط من جينوم الإنسان في مرحلة واحدة فقط من مراحل التطور، ما بالك بباقي المراحل ما ببالك بباقي الجينات!! في حين أن عمر الكون هو 13000,000,000 ( 13 مليار سنة ) فقط، وعمر كوكب الأرض هو 5,000,000,000 ( 5 مليارات عام) فقط، فإذا كانت خرافة التطور الدارويني صحيحة فلا مهرب لنا من الاعتراف بوجود الله الذي أتمها.


خاتمة.


المسلمون قادمون 😉

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدليل الأخلاقي على وجود الله | سلسلة الأدلة على وجود الله

الثوابت الكونية و وجود الله

من هم أهل السنة والجماعة؟