ما هي العقيدة الإسلامية | مسلم سليمان
مقدمة في العقيدة الإسلامية.
قبل أي شئ عزيزي الكائن البشري أريد أن أُعلِمكَ بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعيدك إلى فطرتك و أن عقيدته هي العقيدة الوحيدة التي إن اعتقدت بها جعلت بينك و بين الكون تناغم تام، فمهما عصفت بك الدنيا فهذه العقيدة ستكون إكسير حياتك وسط حروب العالم، لذلك رغم أن أشد الناس بلاء الأنبياء إلا أن أسعد الناس في الدنيا و الآخرة هم الأنبياء، هل تدري لماذا؟ بسبب هذه العقيدة التي أنت بصدد التعرف عليها، فأهلاً بك عزيزي الكائن البشري في صرح الحقيقة حيث الشمس تميل بغروبها حياءً و فرحة بهذا الدين.. أتمنى لك أن تستمتع.تعريف العقيدة الإسلامية.
العقيدة لغوياً: من العقد، و هو الربط و الإحكام و الشد بقوة.العقيدة اصطلاحاً: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه عند معتقده.
العقيدة الإسلامية هي:-
الإيمان الجازم بالله و ما يجب له في ألوهيته و ربوبيته و أسمائه و صفاته، كما تتضمن الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و القدر خيره و شره، و بكل ما جائت به النصوص الصحيحة من أصول الدين و أمور الغيب و أخباره.
ركز معي في هذا التعريف السابق ذكره، يبدأ التعريف بتعريف العقيدة الإسلامية بأنها "الإيمان الجازم" أي الإيمان الذي لا يخالطه شك، أي اليقين المطلق، و الدليل على هذا قول الله عز و جل:-
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}
تأمل يا صديقي هذه الآيات كيف تصف المؤمنين المطمئنين بأنهم هم الذين آمنوا بالله و رسوله "ثم لم يرتابوا" إيمان طمئن قلوبهم، و ألهب صدورهم فدفعهم إلى أن يجاهدوا بأموالهم و أنفسهم رخيصة في سبيل الله، حتى إذا آتاهم الموت نادتهم الملائكة:-
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
أفلا تكون من المطمئنين أيها الإنسان؟ أفلا تكون من المؤمنين؟ أفلا تكون من الذين يدخلون في عباد الله و جنته؟
نكمل التعريف سوياً فنجده يقول بأن العقيدة الإسلامية تتضمن الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره، فما الدليل على أن العقيدة الإسلامية تتضمن هذا؟
الدليل هو قول الله عز و جل:-
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
انظر كيف أن المؤمنون آمنوا بالله و ملائكته و كتبه و رسله، فسمعوا و أطاعوا أوامر الله، ثم استغفروه مُسَلِّمِين له أنه سبحانه إليه مصيرهم و بيده مقاليدهم.
أفلا تكون من المؤمنين و تستغفر الله؟
أفلا تقولها غفرانك ربنا و إليك المصير؟
و ها أنا ذا يا إخواني أدعوكم إلى أن تكونوا من المؤمنين، أدعوكم إلى أن تكونوا من المطمئنين، أدعوكم إلى الجنة، أدعوكم إلى أن تستغفروا الله سبحانه الذي إليه المصير.
أهمية العقيدة الإسلامية.
1- بها يُقبَل العمل الصالح، و بدونها يُرفَض العمل الصالح، و الدليل على ذلك هو قول الله عز و جل:-{ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }.
و أيضاً قول الله عز و جل:-
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
فانظر كيف أن الأعمال الصالحة الصادرة مِن مَن لم يؤمن بالله يحبطها الله عز و جل ولا يقبلها، ثم تأمل معي قول الله عز و جل:-
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
فمن كان يرجو لقاء الله فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، لأن الإيمان بالله عز و جل هو مناط قبول العمل الصالح، بل انظر و تأمل قوله سبحانه:-
{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
آه يا رجل تأمل كيف الله يعد المؤمنين و المؤمنات، يا من أعرضوا عن الله، يا بناتنا اللواتي تخلوا عن دينهن لأجل شعارات النسوية، يا من آمنوا و يا من آمنتن، يا كل من يقرأ مقالي، انظروا كيف أن الله سبحانه يعد من آمنوا بالجنات، ليست جنة واحدة، بل جنات، و ليست أي جنات، بل إنها جنات تجري من تحتها الأنهار.
فقط؟
لا والله بل إن الله أكرم.
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، خالدين في هذا النعيم لا نخشى زواله، خالدين في هذا النعيم لا نخشى تركه.
ثم ماذا؟
ثم مساكن طيبة، من ذهب شئت أو فضة، مساكن فيها تسكن القلوب، تضم فيها زوجتك من الحور العين أربعين عاماً على فراش من حرير لا تمل منك ولا تمل منها.
ثم انظر لكرم الله
و رضوان من الله أكبر، و ذلك هو الفوز العظيم، إي والله يا ربي رضوانك هو الفوز العظيم.
فإلى الله يا إخواني، إلى جنات لا جنة واحدة، إلى جنات تجري من تحتها الأنهار، إلى مساكن طيبة، إلى رضوان من الله أكبر.
2- ثاني أهمية للعقيدة الإسلامية هي أنها الأصل في دعوة الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام، و ذلك في قول الله عز و جل:-
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}.
3- ثالث أهمية للعقيدة الإسلامية أنها حياة الإنسان، ولا أبالغ حينما أقول أن العقيدة الإسلامية أهم من الماء و الهواء للإنسان، إذ بها تُعرَف الإجابة على الأسئلة الوجودية "من أين جئت؟ و لماذا خلقت؟ و إلى أين أذهب؟ "
انظر لمعدلات نسب الانتحار في حياة الملحدين، ستعلم كيف أن العقيدة الصحيحة هي أهم من الماء و الهواء.
4- رابع أهمية للعقيدة الإسلامية هي أنها سبب في حصول الأمن في الدنيا و الآخرة، و ذلك قوله تعالى:-
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }
و الظلم في هذه الآية الكريمة فسره رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنه الشرك.
و لذلك فإن ما نجده اليوم من خلل في الأمن العالمي، و كثرة الشر و الفساد و الفتن و القتل فإنما هو نتيجة لضعف العقيدة الصحيحة.
5- خامس أهمية للعقيدة الإسلامية أنها سبب في فتح البركات من السماء و الأرض و ذلك في قوله تعالى:-
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}.
فإلى أين يا إخواني؟ إلى الجنة طبعاً.
------------------------------------------
إذا أثر فيك المقال فاذكر الله و ادعوه لي، و إذا أعجبك المقال فاضغط زر الإعجاب و اكتب لي رأيك في التعليقات.
و يمكنك متابعتي على قناتي على اليوتيوب:-
قناة مسلم سليمان
كمان يمكنك دعم محتوى القناة و موقع أكسيولوجي على موقع باتريون:-
باتريون - Patreon
أو يمكنك دعمنا على موقع بايبال:-
بايبال - PayPal
مقال جميل جدا ❤❤❤
ردحذف