هل التوحيد يكفر فعلاً الذنوب ؟ | مسلم سليمان
تعريف التوحيد.
التوحيد له تعريفان، تعريف لغوي و تعريف شرعي، فأما التعريف اللغوي فهو جعل الشئ واحداً، و أما التعريف الشرعي فهو آفراد الله سبحانه بالعبادة و بما يختص به من الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات.
أقسام التوحيد.
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:-
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد الأسماء و الصفات.
توحيد الربوبية.
هو إفراد الله عز و جل بالخلق و الملك و التدبير، أي أن يعتقد العبد أنه لا خالق إلا الله عز و جل، ولا مالك إلا الله عز و جل، ولا مدبر لأمر السماء و الأرض إلا الله عز و جل.
فأما توحيده سبحانه بالخلق فدليله قوله تعالى:-
{ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
و قد يقول بشري أن القرآن أثبت للكون و المخلوقات خالق غير الله في قوله :-
{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }
و هنا نرد على هذا الكائن البشري و نقول له أن هذا ليس خلقاً من عدم، بل هو تحويل للشئ من حال إلى حال، فأنت لم تخلق شيئاً و إنما الله سبحانه و تعالى خلق و أنت أيها الأبله ركبت شيئين خلقهما الله على بعضهما ليس أكثر.
و أما إفراد الله بالملك فهو أن نؤمن و نعتقد بأن الله عز و جل هو المالك الوحيد للكون، فلا أحد يملك المخلوقات إلا الله عز و جل.
و من الأدلة الشرعية على أن الله عز و جل هو المالك الأوحد للمخلوقات قوله تعالى:-
{ لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ }
و هنا قد يقول نفس البشري الذي اعترض فوق أن القرآن أثبت للمخلوقات مالكاً غير الإله فقال:-
{ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }
و هنا نرد على هذا الكائن مرة أخرى و نقول له أن هذا الملك ملك محدود لا يشمل إلا شيئاً يسيراً من المخلوقات، كما أنه ملك قاصر، لا يتصرف فيه الإنسان إلا بحسب ما يأذن به الله عز و جل.
توحيد الألوهية.
من أسماء هذا النوع من التوحيد هو توحيد العبادة، فهو باعتبار إضافته إلى الله عز و جل فهو توحيد ألوهية، و باعتبار إضافته للعباد فهو توحيد عبادة.
و تكون أيها الإنسان موحداً توحيد ألوهية عن طريق أن تكون عبد لله وحده، تفرده بالمحبة و التذلل و التعظيم، قال الله تعالى :-
{ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا}
و من السفه أن تجعل المخلوق الآيل للفناء إلها تعبده، فهو في الحقيقة لن ينفعك لا بإيجاد ولا بإعداد، ولا بإمداد، فمن السفه أن تأتي إلى قبر إنسان صار رميماً تدعوه و تعبده، و هو بحاجة إلى دعائك، و أنت لست بحاجة أن تدعوه، فهو لا يملك لنفسه ضراًً ولا نفعاً فكيف يملك لغيره؟
و أجد هناك نفس الكائن الذي اعترض فوق يقول لي أنه لا يعبد الأموات، و لكنه فقط يتقرب إلى الصالحين منهم، و أرد و أقول أن النبي محمد صلى الله عليه و سلم لا يملك لك من الله شيئاً، محمد بن عبد الله بنفسه لا يستطيع أن يفعل لك شيئاً، فكفاك خبلاً.
توحيد الأسماء و الصفات.
و هو توحيد الله عز و جل بما له من الأسماء و الصفات، و هذا يتضمن شيئين:-
الأول: الإثبات، و ذلك بأن نثبت لله ما أثبته لنفسه، من أسماء و صفات.
الثاني: نفي المماثلة، و ذلك بأن ننفي أن هناك أحد أو شئ مثل الله عز و جل في أسمائه و صفاته.
فالواجب أن نؤمن بما وصف الله سبحانه به نفسه، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تجسيم، ولا تمثيل.
هل التوحيد يكفر الذنوب؟
يقول الله تعالى :-
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}
لما نزلت هذه الآية الكريمة هلع الصحابة إلى النبي محمد صلى الله عليه و سلم، فقالوا له أينا يا رسول الله لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم معلماً و مفسراً:-
( ألم تسمعوا قول لقمان لابنه { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} )
إذاً فالمقصود بهذه الآية هو أن الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بشئ من الشرك فلهم الأمن و لهم الهدى.
و عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:-
( من شهد ألا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و أن عيسى عبد الله و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، و الجنة حق و النار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ).
أي أن من شهد ألا إله إلا الله فأفرد الله بالخلق و الملك و التدبير و العبادة و بما له سبحانه من أسماء و صفات، و شهد أن محمد رسول الله أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.
و هنا يجب أن أنبه إلى أن هذا الحديث لا يعني أن الإيمان مجرد اعتقاد قلبي و فقط لا، بل هو تصديق بالجنان و قول باللسان و تصديق بالعمل.
فمن اعتقد بدون صلاة فهو كافر، و من قال دون اعتقاد فهو منافق.
و يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: قال الله تعالى:-
( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )
فانظر إلى سعة رحمة الله عز و جل، و انظر إلى فضل التوحيد و مكانته.
اعتقد دا ملخص كتابين " لمعة الاعتقاد و مبدأ الاصول الثلاثة " .
ردحذفلا خالص، ملهومش علاقة.
حذفربنا يوفقك
ردحذف