العقيدة المسيحية | الجزء الأول | مسلم سليمان

الثالوث المقدس
العقيدة المسيحية

ما هي العقيدة المسيحية؟ 

أولاً العقيدة في اللغة هي ما انعقدت عليه النفس، أي ما اعتنقته و صدقته و ارتبطت به ارتباطاً وثيقاً، و العقيدة في المصطلح المسيحي هي الإيمان و العلم و البحث في العقائد و العلوم الآتية. 

علم الإله ( ثيئولوجي ).

و هو العلم المختص بالبحث في وجود الإله و طبيعة الإله و أسماؤه، و رؤيته و صفاته مع شرح الثالوث، و الهرطقات و الردود عليها، مع موضوعات كثيرة مصاحبة مثل قضية الشر و القضاء و القدر.

علم الإنسان ( الأنثروبولوجي ).

يبحث هذا العلم في خلقة الإنسان و تركيبه، و سقوطه، و نتائج سقوطه، و يهتم بشكل خاص بعقيدة وراثة الخطية الأصلية التي لم نفعلها، و لكننا ورثناها غصب. 

علم المسيح ( الكريستولوجي ).

يبحث في عقيدة تجسد المسيح و ألوهيته التي لم يدعيها أصلاً، و البراهين التي تثبت الألوهية للمسيح، و البراخيم التي تثبت أنه الإله و لكنه تجسد في صورة بني آدم. 

علم الخلاص ( السوتيريولوجي). 

و هو علم يشرح عقيدة الفداء، من حيث مواصفات الخروف المفدى به، و يحاول جاهداً أن يشرح عقيدة الصلب و ضرورته، كما أنه متخصص في لي عنق العهد القديم لاستخراج تنبؤات منه بالصلب. 

علم الأخرويات ( الأسخاتولوجي ).

و هو علم يبحث في مكان الانتظار في الفردرس و الجحيم، و علامات المجئ الثاني، و قيامة الموتى من الموت، و نزول المسيح للجحيم لإخراج الكائنات البشرية من هناك.

علم الملائكة ( الأنجليولوجي). 

و هو علم يبحث في الملائكة و صفاتهم و أعمالهم و أشكالهم و مهماتهم، و كذلك الملائكة الأشرار، و الملائكة الخونة، و غيرها من الأشياء الغريبة عن الملائكة. 


لنبدأ بعلم الإله كأساس المسيحية ( ثيئولوجي). 

سنأخذ نبذة مختصرة و بسيطة عن علم الإله و العقيدة في الإله عند النصارى، و ستكون شيئاً مقتضباً مختصراً و سنكمل في المقال القادم حتى لا أطيل عليكم.

أولاً: طبيعة الإله. 

في الوقت الذي يؤكد فيه الإسلام على أن الله تحار فيه العقول ولا تحيط به الأفهام، ولا يمكن لعظمته أن تختَصَرَ في كلمات إلا أن المسيحيين يؤكدون بشكل جازم على أن للإله طبيعة معينة و هيئة معينة، و هي أن الإله عبارة عن روح و يستدلون على هذا بما جاء في إنجيل يوحنا اصحاح 4 عدد 24 حيث يقول يسوع :-

( اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا )

و يظن المسيحيون أنهم بهذا الوصف للإله ينزهونه عن كل ما يعتري المادة من نقص، فهم نظروا للإنسان و الكون المادي فوجدوه يتصف بصفة النقص، ثم تفكروا في الإله فقالوا أنه لا يمكن أن يكون مادياً و إلا سيكون كعالمنا، فأسبغوا عليه صفة الروح هكذا بدون دليل. 

متناسين أن الإله يمكن أن يكون مادي، و لكن مادته ليس كمادة عالمنا، مع العلم أنني لا أثبت طبيعة الروح أو المادة للإله، فالله عز و جل لم يخبرنا بشئ من طبيعته، لهذا فأنا لا أثبت ولا أنفي، و إنما فقط أوضح خطأ قولهم على الله عز و حل بدون علم. 

و قد يقول قائل أنهم استدلوا على كون الإله روح بما نقلوه من قول ليسوع، فأرد و أقول أن هذا القول لا يثبت أنه خرج من فم سيدنا المسيح عليه السلام، ولا يوجد دليل أنه قاله. 

ثانياً: وحدانية الإله و ثلاثيته في نفس اللحظة. 

يقول أثاناسيوس الرسول : "الإله الذي نعبده و نكرز به هو الإله الحق الواحد"

و قد جاء في الكتاب المقدس في رسالة بولس الرسول لأهل رومية اصحاح 3 عدد 30 :-
( الله واحد ).

إذاً فالكتاب المقدس واضح في أن معبود المسيحيين واحد، و لكن... 

يؤمن المسيحيون بإله واحد مكون من ثلاث أقانيم، فإذا سألته ما معنى أقنوم يقول لك أن الأقنوم هو كائن له شخصيته الخاصة به و له إرادة، و بالتالي عندنا ثلاثة أقانيم كل أقنوم له شخصيته الخاصة و له إرادته الخاصة، فيكون من الواضح أنهم ثلاثة آلهة، و لكنك عندما تقول للمسيحي أنه من الواضح أنهم ثلاثة آلهة يصدمك برده فيقول لك "لا، هم واحد".

و هنا يجب أن نتعرف على هذه الأقانيم الثلاثة حتى نفهم كيف هي إله واحد و ليسوا ثلاثة آلهة، و لنبدأ بأكبرهم سناً.

أقنوم الآب. 

ذاك العجوز هو الإله الأول. 

هذا الأقنوم له خاصية الأبوة أو المصدر أو الأصل، سمه ما تشاء المهم أنه الأساس، فإذا رجعنا لأصل كلمة الآب في اللغة اليونانية وجدناها تعني الكيان الإلهي، إذاً الآب إله.

أقنوم الابن. 

الإله الثاني للكون.

طيب هذا الأقنوم له خاصية البنوة، و بما أن زميله الأقنوم الذي فوق له خاصية الأبوة، إذاً فمن الواضح أن أقنوم الابن مولود من الآب، و أن زميله في الإلهية و الذي هو أقنوم الآب ليس زميله لا، بل أبوه. 

و يقول المسيحيون أن الابن هو عقل الله الناطق، أي أن أقنوم الآب بدون الابن سيكون بلا عقل، و لك أن تتخيل ما الذي يمكن أن يحدث في الكون حينما يفقد الآب عقله و الذي هو الابن. 

صراحة هي حصلت من قبل أثناء صلب الابن و لم يحدث شئ و لكن هذا ليس موضوعنا. 

المهم... 

يقول المسيحيون أيضاً أن أقنوم الابن هذا هو الذي تجسد في ملئ الزمان ليفدينا نحن بني الإنسان، و صراحة لا أعرف يفدينا مِن مَن و لكن من الواضح أنه فدانا بنفسه لأن الآب كان يريد قتلنا. 

فوضع يسوع نفسه بدلاً منا حتى يموت هنا، ولا أعلم لماذا لم يجلس مع أبيه و يحدثه و يقنعه بألا يقتلنا و ينتهي الأمر بدلا من هذه المهزلة التي حدثت من 2000 عام. 

أقنوم الروح القدس

طيب هذه الحمامة اللطيفة هي الإله الثالث

هذا الأقنوم هو غريب للغاية، صحيح أن الأقانيم الثلاثة كلها غريبة و لكن هذا أغربهم، فهو حمامة، ثم إذا كان الأقنوم الأول هو الآب و الثاني هو الابن فمن الواضح أنها أسرة مع بعضها، فماذا تفعل تلك الحمامة وسط عائلة إلهية سعيدة؟ 

يقول المسيحيين أن هذه الحمامة انبثقت من الآب، و لا أعرف كيف و لكن مررها ولا تأبه، ثم يقولون أن هذه الحمامة هي الله من حيث هي الحياة للإله. 

أي أن الآب بدونها لن يكون حياً، فيالها من حمامة.

الآن لننظر، هذه الأقانيم الثلاثة متميزة في صفاتها و شخصياتها و أشكالها و لكن في نفس الوقت هم ليسوا ثلاث آلهة بل واحد، فيالها من حمامة، و انتظروني في المقالات القادمة 😉

خاتمة. 

إذا أعجبك المقال يمكنك دعمنا على المنصات الآتية:-

3- Vodafone cash : 01063461211

تعليقات

  1. جزاك الله خيرا متحمس للمقال القادم 😁

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدليل الأخلاقي على وجود الله | سلسلة الأدلة على وجود الله

الثوابت الكونية و وجود الله

من هم أهل السنة والجماعة؟